الألياف الضوئية: تقنية الثورة في عالم الاتصالات 🚀

تُعدّ الألياف الضوئية عصب الاتصالات الحديثة، وهي عبارة عن عازل أسطواني الشكل ينقل الضوء على طول محوره، وذلك بفضل ظاهرة فيزيائية تُعرف باسم الانعكاس الداخلي الكلي. هذه التقنية المتطورة تُحدث ثورة في سرعة وكفاءة نقل البيانات حول العالم.



مكونات الألياف الضوئية 🔬

تتكون الألياف الضوئية بشكل أساسي من جزأين:

  • النواة (Core): وهي الجزء المركزي الذي ينتقل فيه الضوء.

  • الطبقة المغلفة (Cladding): وهي الطبقة التي تحيط بالنواة.

يتم تصنيع كل من النواة والطبقة المغلفة من مواد عازلة، ولضمان بقاء الإشارة الضوئية محصورة داخل النواة، يجب أن يكون معامل الانكسار في النواة أكبر من معامل الانكسار في المادة العازلة للطبقة المغلفة. أما السطح الفاصل بين النواة والطبقة المغلفة، فقد يكون إما مفاجئًا (Step-Index) حيث يتغير معامل الانكسار بشكل حاد، أو متدرجًا (Graded-Index) حيث يتغير معامل الانكسار تدريجيًا.





فهم معامل الانكسار 💡

معامل الانكسار هو مقياس لمدى بطء سرعة الضوء في مادة معينة مقارنة بسرعته في الفراغ. الضوء ينتقل بأقصى سرعة له في الفراغ، والتي تبلغ حوالي 300,000 كيلومتر (186,000 ميل) في الثانية. يُحسب معامل الانكسار لأي مادة بقسمة سرعة الضوء في الفراغ على سرعة الضوء في تلك المادة. لهذا السبب، فإن معامل الانكسار في الفراغ هو 1.

على سبيل المثال، الألياف الضوئية المثالية أحادية النمط المستخدمة في الاتصالات تتكون عادةً من طبقة مغلفة مصنوعة من السيليكا النقية، حيث يكون معامل انكسارها حوالي 1.444 عند طول موجة 1500 نانومتر، بينما تكون النواة مصنوعة من السيليكا بمعامل انكسار يقارب 1.4475. القاعدة بسيطة: كلما زاد معامل الانكسار، سارت سرعة الضوء أبطأ في تلك المادة.





سرعة نقل البيانات وتحديات التأخير ⏱️

بناءً على مفهوم معامل الانكسار، يمكننا استنتاج قاعدة عامة مفادها أن الإشارة الضوئية في الألياف الضوئية للاتصالات تنتقل بسرعة تقارب 200,000 كيلومتر في الثانية الواحدة. بعبارة أخرى، تستغرق الإشارة حوالي 5 ميلي ثانية للانتقال لمسافة كيلومتر واحد داخل الألياف.

لنتخيل مكالمة هاتفية عبر الألياف الضوئية بين مدينتي سيدني ونيويورك، التي تبلغ مسافتها حوالي 16,000 كيلومتر (وليس 1,600 كيلومتر كما ذكر في النص الأصلي، يُرجى ملاحظة التعديل لزيادة الدقة). هذا يعني أن هناك تأخيرًا أدنى يبلغ حوالي 80 ميلي ثانية (تقريبًا 1/12 من الثانية) بين لحظة تحدث أحد المتصلين ولحظة سماع الطرف الآخر. يجب الأخذ في الاعتبار أن الألياف في هذه الحالة قد تمر بمسار أطول، بالإضافة إلى وجود تأخيرات إضافية ناتجة عن معدات التبديل وعمليات ترميز وفك تشفير الصوت داخل الشبكة.